للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال رحمه الله تعالى (١) : وقفت على قبر المعتمد بالله في مدينة أغمات في حركة راحة أعملتها إلى الجهات المراكشية، باعثها لقاء الصالحين ومشاهدة الآثار، عام واحد وستين وسبعمائة، وهوبمقبرة أغمات في نشز من الأرض، وقد حفت به سدرة، وإلى جنبه قبر " اعتماد " حظية مولاه رميك، وعليهما هيئة التغرب ومعاناة الخمول من بعد الملك، فلا تملك العين دمعها عند رؤيتهما، فأنشدت في الحال:

قد زرت قبرك عن طوع بأغمات ... رأيت ذلك من أولى المهمات

لم لا أزورك يا أندى الملوك يداً ... ويا سراج الليلالي المدلهمات

وأنت من لو تخطى الدهر مصرعه ... إلى حياتي لجادت فيه أبياتي

أناف قبرك في هضب يميزه ... فتنتحيه حفيات التحيات

كرمت حياً وميتاً واشتهرت علا ... فأنت سلطان أحياء وأموات

ما ريء مثلك في ماض ومعتقدي ... أن لا يرى الدهر في حال ولا آت وقد تقدم هذا في القسم الأول في الباب السابع منه، وكررته هنا، والله الموفق.

وقال رحمه اله تعالى مورياً حين أكل مشرف الدار القابض، أي أكل ماله (٢) :

مشرف دار الملك ما باله ... منتفخ الجوف شكا نافضا (٣)

فقيل لي ليس به علة ... لكنه قد أكل القابضا (٤)


(١) أزهار الرياض ١: ٢٩٧، وانظر الأبيات في الجزء ٤: ٩٨.
(٢) أزهار: ٣٠٠.
(٣) النافض: الحمى.
(٤) القابض - في المصطلح الأندلسي - المال المقبوض.

<<  <  ج: ص:  >  >>