للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سواءٌ عليك النَّفْرُ أم بِتَّ ليلة ... .........................

ويجري مجرى التسوية: ما أدري، وليت شعري -ويقع بعده الجملتان- وما أبالي -ويقع بعده الجملتان أيضا- خلافا لمن زعم أنه لا يكون بعده إلا الفعلية.

الرابع: فصل "أم" مما عُطفت عليه نحو: "أزيد في الدار أم عمرو" أولى من وصلها "به"١, هذا مذهب سيبويه، وهو الصحيح.

قال في شرح التسهيل: ومن ادعى امتناع وصلها أو ضعفه فمخطئ؛ لأن دعواه مخالفة للاستعمال المقطوع بصحته، ولقول سيبويه والمحققين من أصحابه.

الخامس: قد يكتفى "بلا" عن ذكر المعادل نحو: "أتفعل أم لا؟ ".

السادس: ذهب ابن كيسان إلى أن ميم "أم" بدل عن واو، وأصلها أو، وهي دعوى مجردة عن الدليل.

السابع: ذكر في التسهيل أن عطف المنقطعة المفرد قليل٢, ومثل في الشرح بقولهم: "إنها لإبل أم شاء". "قال: فأم هنا لمجرد الإضراب عاطفة ما بعدها على ما قبلها، كما يكون بعد "بل" فإنها بمعناها، ومذهب الفارسي وابن جني في ذلك أنها بمنزلة بل والهمزة، وأن التقدير: بل أهي شاء؟ "٣.


= "أم" حرف عطف, "بت" بات فعل ماض والتاء فاعل, "ليلة" ظرف زمان متعلق ببات, "بأهل" جار ومجرور متعلق ببت, "القباب" مضاف إليه, "من عمير" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من أهل القباب, "ابن" صفة لعمير, "عامر" مضاف إليه.
الشاهد فيه: "النفر أم بت ليلة" حيث جاء بعد همزة التسوية الواقعة بعد سواء، باسم مفرد ثم عادَلَهُ بجملة فعلية. وهذا خلاف الأصل، وربما لاحظ الشاعر أن الاسم المفرد ينبئ عن الجملة؛ لكونه مصدرا, فاستساغ الشاعر أن يقيمه مقام الجملة, وكأنه قد قال: "سواء عليك أنفرت أم بتّ ليلة".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٢١/ ٢.
١ أ، ب.
٢ التسهيل ص١٧٦.
٣ أ، جـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>