للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: ظاهر قوله في شرح الكافية.

فهذا وأمثاله من مواضع حذف الهمزة المعطوف على مصحوبها بأم جائز اطراده, وقد أجاز الأخفش حذف الهمزة في الاختيار، وإن لم يكن بعدها أم، وجعل من ذلك قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} ١.

والمنقطعة ما سوى المتصلة، وإليها أشار بقوله:

وبانقطاع وبمعنى بل وَفَتْ ... إن تَكُ مما قُيِّدت به خَلَت

الذي قيدت به هو أن يكون بعد إحدى الهمزتين لفظا أو تقديرا.

فإن خلت من ذلك فهي منقطعة.

واختُلف في معنى المنقطعة، فذهب البصريون إلى أنها تقدر "بمعنى"٢ بل والهمزة مطلقا.

وذهب الكسائي وهشام إلى أنها بمنزلة بل, وما بعدها مثل ما قبلها.

فإذا قلت: "قام زيد أم عمرو" فالمعنى: بل قام عمرو.

وقال في التسهيل: وتقتضي إضرابا مع استفهام ودونه٣.

وذكر في غيره أن الأكثر اقتضاؤها مع الإضراب استفهاما.

فإن قلت: قوله: "وبمعنى بل" يقتضي موافقة الكسائي وهشام إذا لم يذكر الاستفهام.

قلت: إنما اقتصر على ذكر "بل"؛ لأن اقتضاء المنقطعة إضرابا لازم, وليس اقتضاؤها الاستفهام بلازم.


١ من الآية ٢٢ من سورة الشعراء.
٢ ب.
٣ التسهيل ص١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>