أ- روي عن ابن عمر والهادي أنها نزلت في العرنيين، وهم قوم من عرينة، قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجتووا المدينة -أي مرضوا من جوها- فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة، فتشربوا من ألبانها وأبوالها"، ففعلوا، فصحوا، ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام، وساقوا ذود "إبل" رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك سنة ست من الهجرة. وقد حكى أهل التاريخ والسير أنهم قطعوا أيدي الراعي ورجليه، وغرزوا الشوك في عينيه حتى مات، وأدخل المدينة ميتا، وكان اسمه "يسار" وكان نوبيا، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- خبرهم من أول النهار فأرسل في إثرهم، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم، فأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يفعل بهم مثل ما فعلوا بالراعي. ب- وروي عن ابن عباس والضحاك: أنها نزلت بسبب قوم من أهل الكتاب كان بينهم وبين الرسول -عليه الصلاة والسلام- عهد، فنقضوا العهد، وقطعوا السبيل، وأفسدوا في الأرض. ج- وفي مصنف أبي داود عن ابن عباس قال: نزلت في المشركين، فمن أخذ منهم قبل أن يقدر عليه لم يمنعه ذلك أن يقام عليه الحد الذي أصابه، وهو قول عكرمة والحسن. د- وقال مالك والشافعي وأبو ثور والحنفية والظاهرية والمؤيد بالله =