ولكن وقع في رواية المسند هنا بحذف "عن أبيه"، في الأصول الثلاثة. وكذلك ذكره ابن كثير في جامع المسانيد ٧: ١٩٩ تحت عنوان خاص به: "صالح بن أبي صالح السمان، عنه"، يعني عن أبي هريرة. فدل هذا على أنه هكذا وقع في نسخ السند التي رآها ابن كثير. ولذلك فأنا أرجح أنه خطأ قديم من الناسخين، لا رواية مخالفة لسائر الروايات، إذ لو كان كذلك لنبه عليه الأئمة الحفاظ. والحديث سيأتي في المسند: ٨٤٩٧، عن عفان، عن وُهَيْب، عن هشام - وهو ابن عروة - "عن صالح بن أبي صالح السمان، عن أبيه، عن أبي هريرة". وكذلك رواه البخاري في الكبير ٢/ ٢/ ٢٨٤ - ٢٨٥، في ترجمة صالح، قال: "عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من صبر على لأواء المدينة كنت له شهيدًا أو شفيعًا". قاله لنا موسى، عن وُهَيْب، سمع هشام بن عروة. وتابعه إبراهيم بن المنذر، عن أنس بن عياض، عن هشام. وكذلك رواه مسلم ١: ٣٨٩، من طريق الفضل بن موسى: "أخبرنا هشام بن عروة، عن صالح بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة" - فذكره "بمثله"، إحالة على رواية قبله. وكذلك رواه الترمذي ٤: ٣٧٥، من طريق الفضل بن. موسى. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". فهذه دلائل واضحة على أن الحديث حديث "صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ويؤكد ذلك ويؤيده - الرواية التالية لهذه، رواية وُهَيْب عن هشام. وإن لم يذكر الإِمام أحمد تمام إسنادها، إحالة على هذه الرواية. فإنها ستأتي - كما ذكرنا: ٨٤٩٧. وفيها زيادة "عن أبيه". وكذلك رواها البخاري في الكبير، كما ذكرنا من قبل. ولكني - على كل هذا التوثق واليقين، لم أستطع الزيادة في الإِسناد. إذ تضافرت النسخ على نقصه. والعلم أمانة. والحديث قد مضى معناه، من حديث سعد بن أبي وقاص: ١٥٧٣. ومن حديث ابن عمر: ٥٩٣٥، ٦٠٠١. وانظر ما يأتي: ٩١٥٠، ٩٦٦٨، ٩٧٦٩.