للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (لعلَّ) مستعارٌ مِن معنى التَّرجِّي للإرادة، ولذلك سلكَ به مَسلَكَ التَّعليلِ، وعطفَ على قولِه: ﴿لِتَبْتَغُوا﴾، كأنَّه قالَ: لتبتغوا من فضله ولتشكروا (١) على ذلك.

* * *

(١٣) - ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾.

﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ قد سبقَ تفسيرُه في سورة لقمان.

﴿ذَلِكُمُ﴾ إشارةٌ إلى الموصوف بالصِّفات المذكورة، وفيه إشعار بأنَّ فاعليَّته لها موجبةٌ لثبوتِ الأخبار المترادفة.

﴿اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ﴾ ﴿ذَلِكُمُ﴾ مبتدأ، ﴿اللَّهُ﴾ عطفُ بيان (٢)، ولا يجوز أن يكونَ صفةً؛ لأنَّه عَلَمٌ، والعَلَم (٣) لا يوصف به.

و ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾ جملةٌ استئنافيَّة مقرِّرة لمعنى التَّعظيم الذي في ﴿ذَلِكُمُ﴾، أو لمعاني الصِّفات المذكورة، أو ثلاثتُها أخبار مترادفة، ولا يأبى المعنى عن خبريَّة ﴿رَبُّكُمْ﴾ لأَنَّه يكون قد أخبر بأنَّه المشار إليه بتلك الصِّفات والأفعال.


(١) في (م) و (ي) و (ع): "وتشكرون".
(٢) "بيان" زيادة من (م) و (ي) و (ع). وكلمة: "عطفٌ" سقطت من (م).
(٣) "والعلم" سقط من (م).