وتكريرُ حرفِ الاستفهام إنكارٌ بعدَ إنكارٍ، ودليلٌ على كفْرٍ مُؤكَّدٍ مُبالَغٍ فيه، والعامل في (إذا) ما دَلَّ عليه ﴿لَمُخْرَجُونَ﴾، لا نفسُه؛ لأنَّ همزة الاستفهام و (إنَّ) ولامَ الابتداء كلٌّ منها يمنعُه عن العمل فيما قبله.
والضَّمير في (إنَّا) لهم ولآبائهم؛ لأنَّ كونهم ترابًا قد تناولهم وآباءَهم، لكنَّه غلبَتْ الحكاية على الغائب، و ﴿وَآبَاؤُنَا﴾ عطف على الضَّمير؛ لأن المفعول ﴿تُرَابًا﴾ جرى مجرى التَّأكيد.
قدِّم هنا ﴿هَذَا﴾ على ﴿نَحْنُ وَآبَاؤُنَا﴾، وفي (المؤمنين) أُخِّرَ عنه؛ ليدلَّ على أنَّ المقصودَ بالذِّكر هنا البعثُ، وثَمَّ المبعوثُ.
(١) انظر: "الكشاف" (٣/ ٣٧٩)، و"تفسير النسفي" (٢/ ٦١١). وخبر الحسن رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩١٤) بلفظ: (اضْمحَلَّ علمُهم في الدُّنيا حين عايَنوا الآخرةَ).