للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[النساء: ٨٢]، بل لأنَّ الفعل المذكور ممَّا لا يليق لشأنه، ولا يجوز أن يُنْسَبَ إليه؛ لأنهم معصومون لا يفعلون إلا ما يُؤْمَرون.

﴿عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ﴾ في كمال بلاغته وحسنِ نظمه وجَودةِ تأليفه.

﴿لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾ جواب قسم محذوف دلَّ عليه اللَّام الموطِّئة، ولولا هي لكان جوابَ الشرط بلا جزمٍ؛ لكون الشَّرط ماضيًا.

والعدول عن الضمير إلى الاسم الظاهر لتفخيم شأن ما عَجزَ عنه الثَّقلان.

ولما كان الاجتماع على أمرٍ قد يُوجَد بدون المظاهرة فيما بينهم كاجتماع المجتهدين على حكمٍ شرعيٍّ قال:

﴿وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾: ولو تظاهروا على ما اتَّفقوا عليه من المعارضة بإتيان مثله، ولا يصلح هذا أن يكون تقريرًا لقوله: ﴿ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا﴾؛ لأنَّ المقدِرة (١) على الإتيان بمثله أصعب من القدرة على استرداد عينه، ونفيُ الشَّيء إنَّما يقرِّر نفيَ (٢) ما دونه، لا ما فوقَه.

* * *

(٨٩) - ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾.

﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ﴾ تفسيرُه في هذه السُّورة.

﴿مِنْ كُلِّ مَثَلٍ﴾ من كل معنًى هو كالمثل في غرابته وحُسن موقعه.

﴿فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ﴾ (أبى) مُتأوَّل بالنَّفي؛ أي: فلم يرضوا ﴿إِلَّا كُفُورًا﴾: إلَّا جحودًا.


(١) في (ف): "القدرة".
(٢) "نفي" سقط من (ك).