للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ ﴿لَنَذْهَبَنَّ﴾ جوابُ قسمٍ محذوف مع نيابته عن جزاء الشَّرط، واللَّام الدَّاخلة على (إنْ) موطِّئةٌ للقسم، والمعنى: إنْ شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه عن الصُّدور والمصاحف.

﴿ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا﴾ أي: لا تجد بعد الذَّهاب مَن يتوكَّل علينا باسترداده (١) وإعادته محفوظًا مسطورًا.

* * *

(٨٧) - ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا﴾.

﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ لكن لا نشاء ذلك رحمةً من ربِّك.

وقيل ة إلَّا أن يرحمك ربُّك فيردَّه عليك، كأن رحمته تتوكل (٢) عليه بالردِّ، وهذا امتنانٌ من اللّه تعالى ببقاء القرآن محفوظًا بعد المنَّة العظيمة في تنزيله.

﴿إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا﴾ إذ جعلَك سيِّد ولدِ آدم، وأعطاكَ المقامَ المحمود، وأنزل عليك هذا الكتاب، وأبقاه محفوظًا.

* * *

(٨٨) - ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾.

﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ﴾ لم يذكر الملَكَ معهما، لا لأَنَّه قادر على الإتيان بمثله؛ لأنَّه مردود بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾


(١) في (م): "باسترداد به"، وفي (ك): "باستردادته".
(٢) في (ك): "متوكل".