للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَلْعَبْ﴾ المراد من اللعب ها هنا هو الاستباق والانتضال، ويتدربون (١) بذلك لقتال العدو، وإنما سمَّوه لعبًا لأنَّه بصورة اللعب، ولم (٢) يريدوا به اللهو بدليل قولهم: ﴿إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ﴾ ولو كان مرادهم اللهو لمَا أقرهم عليه يعقوب .

وقرئ: ﴿نَرْتَعِ﴾ بالنون وكسر (٣) العين من ارتَعى يرتعي (٤).

وقرئ بالكسر، والياء فيه وفي ﴿يلعبْ﴾ (٥).

وقرئ: ﴿وَيَلْعَبْ﴾ بالياء والسكون (٦) على إسناد الفعل إلى يوسف لصغره، وما يعبَّر عنه باللعب يناسب إسنادُه إلى الصغير (٧).

خاف يعقوب على يوسف الضيعةَ من جهة الجوع، فأمَّنوه عن ذلك بقولهم ﴿نرتع﴾ أي: نتسع في أكل الفواكه ونحوها، وخاف عليه أن يكلفوه أمرًا يَشُقُّ عليه ويشد، فأمَّنوه أيضًا عن ذلك بقولهم: ﴿وَيَلْعَبْ﴾؛ لأنَّه


(١) "ويتدربون" من (م)، ووقع مكانها في (ف) بياض.
(٢) في (م): "ولم يكن".
(٣) في النسخ: "وسكون"، وهو خطأ. انظر التعليق الآتي.
(٤) هي قراءة ابن كثير بالنون، وكسر البزي عنه العين من غير ياء، واختلف عن قنبل في إثبات الياء وحذفها. وقرأ ابن عامر وأبو عمرو بالنون والجمع في الفعلين. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٨)، و"النشر" (٢/ ٢٩٣ و ٢٩٧). وانظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٥٧)، والكلام منه.
(٥) هي قراءة نافع. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٨).
(٦) هي قراءة عاصم وحمزة والكسائي: ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ بالياء فيهما والجزم. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٨).
(٧) "إلى الصغير" من (م).