للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: ﴿أَئِمَّةَ﴾ بتحقيق الهمزتين، والأفصح جعل الثَّانية بينَ بين (١)، وأمَّا التَّصريح بالياء فلحنٌ صريحٌ (٢).

﴿إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾ تعليلٌ لِمَا ذكر على طريقة تنزيل الشيء الخالي عن التأثير منزلة العدم (٣)؛ أي: لا أثرَ لعهودهم في المنع عن قتلهم بعد النَّكث، فلا دلالة فيه على أن يمين الكافر ليس بيمين.

وقرئ: ﴿لَا أَيْمَانَ﴾ بالكسر (٤)؛ يعني أنَّ المانعَ عن قتلهم أخذُ العهد - وقد نقضوه - والإيمانُ، ولا وجود له.

﴿لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ متعلِّقٌ بقوله: ﴿فَقَاتِلُوا﴾، أي: ليكن غرضُكم في قتالهم


(١) أي: بين مخرج الهمزة والياء، وقد قرأ بتحقيق الهمزتين حيث وقع حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر، وأدخل هشام بينهما ألفًا، أما قراءة بين بين فقد قرأ بها نافع وابن كثير وأبو عمرو كما في "التيسير" (ص: ١١٧)، لكن ذكر في "النشر" (١/ ٣٧٩) خلافًا بين الرواة عمن قرأ بين بين، فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنها تجعل بين بين، وذهب آخرون إلى أنها تجعل ياء خالصة، وهذا الوجه الثاني لم يذكره الداني في "التيسير" لكنه أشار إليه في "جامع البيان" كما ذكر ابن الجزري. وانظر: "جامع البيان في القراءات السبع" للداني (٢/ ٥١١).
(٢) هذا كلام الزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٢٥١)، وتابعه البيضاوي في "تفسيره" (٣/ ٧٣). وقد ردَّ الأئمة على الزمخشري، فقال أبو حيان في "البحر المحيط" (١١/ ٢٠٩): وذلك دأبه في تلحين المقرِئين، وكيف يكون ذلك لحنًا وقد قرأ به رأس البصريين النُّحاة أبو عمرو بن العلاء، وقارئ مكَّة ابن كثير، وقارئ مدينة الرسول نافع؟! وانظر أيضًا في الرد عليه كلام الآلوسي في "روح المعاني" (١٠/ ٢٤٤).
(٣) في هامش (ف): "ومن لم يتنبه لهذ قال ما قال. منه".
(٤) وهي قراءة ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ١١٧).