للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسموا باسم النبي (ص) في بداية الكتاب، ومن ثم يوردون باقي الأسماء بحسب تسلسل الحروف الأبجدية «١٣٢» .

كسب البخاري بعمله هذا تطورا ملحوظا في كتابة السيرة النبوية، حين جعلها ضمن كتب التراجم أولا، واتخاذ عمله من قبل معظم الذين أتوا بعده سنة بتقديم اسم النبي في بداية الأعلام الذين يترجمون لهم ثانيا.

كانت هذه السيرة الموجزة التي كتبها البخاري قد انحصر وجودها في غاية واحدة هي التبرك والتيمن بالاستفتاح باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.

لم يقتصر البخاري على إدخال السيرة النبوية ضمن هذا الكتاب فحسب بل جعلها في مصنف آخر من مصنفاته «١٣٣» وقد عرض فيه جوانب محدودة من حياته الشريفة أردفها بأسماء من توفي من أصحابه في سنوات البعثة الشريفة ولا سيما بعد هجرته إلى المدينة «١٣٤» .

إن كتابة أسماء من توفي من الصحابة في سنوات السيرة يعدّ نقلة نوعية وتطورا في كتابة السيرة النبوية لأن الذين سبقوه لم ترد عندهم هذه الحالة على هذه الهيأة من التخصص والتفرد، هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت هذه الظاهرة تمهيدا لما نهجه ابن الجوزي في كتابه المنتظم حين خصص عنوانات مستقلة في كل سنة يعرض حوادثها ويذكر فيها من توفي بها من الأعلام


(١٣٢) ينظر، الخطيب البغدادي، تأريخ بغداد، ١/ ٢١٣، الصفدي، الوافي بالوفيات، ١/ ٥٥.
(١٣٣) ينظر، التأريخ الصغير، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، ١٣٦١ هـ، ١/ ١- ١٣.
(١٣٤) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ١٠- ١٣.

<<  <   >  >>