للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للرد على هذه التخرصات التي تستهدف تشويه هوية الإسلام بدحض فكرة النبوة أو جعلها مقتصرة على الأنبياء الذين سبقوا الإسلام «١٩٣» .

بقي لنا أن نشير الى أن محاولة المقدسي لم يكتب لها الاستمرار في من أتى بعده من مؤرخي التأريخ العام أو من مصنفي السيرة، باستثناء كتاب دلائل النبوة الذين كانت مصنفاتهم عبارة عن مزيج بين التأريخ وعلم الكلام باستعمال الروايات التي تؤرخ الحوادث التي وقعت فيها تلك المعاجز والدلائل على النبوة وتطبيق أساليب وأنماط المتكلمين في جعل هذه الروايات ورقة ترفع بوجه المنكرين لها «١٩٤» .

بين روز نثال المصير الذي انتهت إليه هذه المحاولة بقوله: " ومن سوء الحظ إننا لا نعلم أحدا ممن تلاه استطاع أن يتعمق في بحث التأريخ بالروح نفسها" «١٩٥» ، وأضاف آخر على هذا القول: " ان هذه المحاولة كانت فجة ...

كما لم تجد الحماس لدى المؤرخين من جهة فلم يظهر من يتابعها فبقي أروع ما فيها هو تلك الرغبة الحارة في ربط الكون والحياة بنظرة كلية شاملة تؤكد ما بين الفلسفة والتأريخ من نظام فكري واحد" «١٩٦» .

وهذا الجانب قد مثلته الفكرة التي وصف بها هذا الكتاب من حيث ربط الفلسفة بالتأريخ.


(١٩٣) ينظر، البدء والتأريخ، ٥/ ٢٥- ٤٤.
(١٩٤) ينظر، ص من هذه الدراسة.
(١٩٥) علم التأريخ، ص ١٦١- ١٦٢.
(١٩٦) مصطفى، التأريخ العربي والمؤرخون، ١/ ٣٢٨.

<<  <   >  >>