ألا لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ وإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ ولِلْعَاهِرِ الْحَجَرَ، وإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ ان تُعْطِيَ شَيْئًا مِنْ مَالِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا.
• وحَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: لَمَّا كَانَ بَعْدَ الْفَتْحِ بِيَوْمٍ دَخَلَ جُنَيْدِبُ بْنُ الْأَدْلَعِ الْهُذَلِيُّ مَكَّةَ، يَرْتَادُ ويَنْظُرُ والنَّاسُ آمِنُونَ، فَرَآهُ جُنْدُبُ بْنُ الْأَعْجَمِ الْأَسْلَمِيُّ، وكَانَ جُنَيْدِبُ بْنُ الْأَدْلَعِ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ: احْمَرَّ بَأْسًا، وكَانَ شُجَاعًا، وكَانَ مِنْ خَبَرِ قَتْلِهِ إِيَّاهُ، قَالُوا: خَرَجَ غُزِيٌّ مِنْ هُذَيْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وفِيهِمْ جُنَيْدِبُ بْنُ الْأَدْلَعِ، يُرِيدُونَ حَيَّ احْمَرَّ بَأْسًا، وكَانَ احْمَرَّ بَأْسًا رَجُلًا شُجَاعًا لَا يُرَامُ، وكَانَ لَا يَنَامُ فِي حَيِّهِ إِنَّمَا كَانَ يَنَامُ خَارِجًا مِنْ حَاضِرِهِ، وكَانَ إِذَا نَامَ غَطَّ غَطِيطًا مُنْكَرًا لَا يُخْفِي مَكَانَهُ، وكَانَ الْحَاضِرُ إِذ أَتَاهُمُ الْفَزَعُ، صَاحُوا يَا احْمَرَّ بَأْسًا، فَيَثُورُ مِثْلَ الْأَسَدِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ ذَلِكَ الْغُزِيُّ مِنْ هُذَيْلٍ، قَالَ لَهُمْ جُنَيْدِبُ بْنُ الْأَدْلَعِ: إِنْ كَانَ احْمَرَّ بَأْسًا فِي الْحَاضِرِ فَلَيْسَ إِلَيْهِمْ سَبِيلٌ، وإِنَّ لَهُ غَطِيطًا لَا يَخْفَى فَدَعُونِي أتَسَمَّعْ لَهُ، فَتَسَمَّعَ الْحِسَّ فَسَمِعَهُ فَأَمَّهُ حَتَّى وَجَدَهُ نَائِمًا فَقَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلُوا عَلَى الْحَيِّ فَصَاحَ الْحَيُّ يَا حمر بأسا، فَلَا شَيْءَ احْمَرَّ بَأْسًا قَدْ قُتِلَ، فَقَالُوا مِنَ الْحَاضِرِ ثُمَّ انْصَرَفُوا فَتَشَاغَلُوا بِالْإِسْلَامِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْفَتْحِ بِيَوْمٍ دَخَلَ جُنَيْدِبُ بْنُ الْأَدْلَعِ مَكَّةَ يَرْتَادُ ويَنْظُرُ والنَّاسُ آمِنُونَ، فَرَآهُ جُنْدُبُ بْنُ الْأَعْجَمِ الْأَسْلَمِيُّ، فَقَالَ جُنَيْدِبُ بْنُ الْأَدْلَعِ: قَاتِلُ احْمَرَّ بَأْسًا، قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجَ جُنَيْدِبُ يَسْتَجِيشُ عَلَيْهِ حَيَّهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيُّ، فَأَخْبَرَهُ فَاشْتَمَلَ خِرَاشٌ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، والنَّاسُ حَوْلَهُ وهُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ قَتْلِ احْمَرَّ بَأْسًا، وهم يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، إِذْ أَقْبَلَ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيُّ مُشْتَمِلًا عَلَى السَّيْفِ، فَقَالَ: هَكَذَا عَنِ الرَّجُلِ، فَو اللَّهِ مَا ظَنَّ النَّاسُ إِلَّا أَنَّهُ يُفْرَجُ عَنْهُ النَّاسُ لِيَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، فَانْفَرَجُوا عَنْهُ فَلَمَّا انْفَرَجَ النَّاسُ عَنْهُ حَمَلَ عَلَيْهِ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ بِالسَّيْفِ فَطَعَنَهُ (١) فِي بَطْنِهِ، وابْنُ الْأَدْلَعِ مُسْتَنِدٌ إِلَى جِدَارٍ مِنْ جُدُرِ مَكَّةَ، فَجَعَلَتْ حَشْوَتُهُ تُسَايِلُ مِنْ بَطْنِهِ وإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَبْرُقَانِ فِي رَأْسِهِ وهُوَ
(١) كذا فِي ا، ج. وفِي بقية الأصول (فطعنه به).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute