للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّخْرَةِ مِنْهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا وأَنَّهُ بَنَاهُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ مِنْ لُبْنَانَ، وطور زَيْتَا، وطُورِ سِينَا والْجُودِيِّ، وحِرَاءٍ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ أَسَّسَ الْبَيْتَ وصَلَّى فِيهِ وطَافَ بِهِ آدَمَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ الطُّوفَانَ قَالَ: وكَانَ غَضَبًا ورِجْسًا قَالَ: فَحَيْث ما انْتَهَى الطُّوفَانُ ذَهَبَ رِيحُ آدَمَ قَالَ: ولَمْ يَقْرَبِ الطُّوفَانُ أَرْضَ السِّنْدِ والْهِنْدِ قَالَ: فَدَرَسَ مَوْضِعُ الْبَيْتِ فِي الطُّوفَانِ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِبْرَاهِيمَ وإِسْمَاعِيلَ فَرَفَعَا قَوَاعِدَهُ (١) وأَعْلَامَهُ وبَنَتْهُ قُرَيْشٌ بَعْدَ ذَلِكَ وهُوَ بِحِذَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ لَوْ سَقَطَ، مَا سَقَطَ إِلَّا عَلَيْهِ.

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ ابن مَعْقِلٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا تَابَ عَلَى آدَمَ أُمِرَ أَنْ يَسِيرَ إِلَى مَكَّةَ فَطَوَى لَهُ الْأَرْضَ وقَبَضَ لَهُ الْمَفَاوِزَ فَصَارَ كُلُّ مَفَازَةٍ يَمُرُّ بِهَا (٢) خُطْوَةً وقَبَضَ لَهُ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ مَخَاضِ مَاءٍ (٣) أَوْ بَحْرٍ فَجَعَلَهُ لَهُ خُطْوَةً فَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَرْضِ الاصار عُمْرَانًا وبَرَكَةً (٤) حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ، وكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ قَدِ اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ وحُزْنُهُ لِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ عِظَمِ الْمُصِيبَةِ حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ لَتَحْزَنُ لِحُزْنِهِ وَلَتَبْكِي لِبُكَائِهِ فَعَزَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِخَيْمَةٍ مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ ووَضَعَهَا لَهُ بِمَكَّةَ فِي مَوْضِعِ الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ الْكَعْبَةُ، وتِلْكَ الْخَيْمَةُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ فِيهَا ثَلَاثُ قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ تِبْرِ الْجَنَّةِ، فِيهَا نُورٌ يَلْتَهِبُ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ، ونَزَلَ مَعَهَا الرُّكْنُ وهُوَ يَوْمَئِذٍ يَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ رَبَضِ الْجَنَّةِ وكَانَ كُرْسِيًّا لِآدَمَ يَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا صَارَ آدَمُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وحُرِسَ لَهُ تِلْكَ الْخَيْمَةُ (٥) بِالْمَلَائِكَةِ كَانُوا يَحْرُسُونَهَا ويَذُودُونَ عَنْهَا


(١) كذا فِي ا، ج. وفِي ب «قواعد البيت».
(٢) كذا فِي ا، ج. وفِي ب «يمرها».
(٣) كذا فِي ا، ج. وفِي ب «من ماء».
(٤) كذا فِي ا، ج. وفِي ب «وتركه».
(٥) كذا فِي ا، ج. وفِي ب «الجهة».

<<  <  ج: ص:  >  >>