كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية

المؤمنين» (١).

«ليذكروا» من قوله تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا (٢).

من قوله تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا (٣).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ليذكروا» في الموضعين بسكون الذال، وضم الكاف مخففة، على أنه مضارع «ذكر، يذكر» الثلاثي من الذكر ضد النسيان قال تعالى: فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ (٤).

وقرأ الباقون «ليذّكّروا» بتشديد الذال، والكاف حالة كونهما مفتوحتين، على أنه مضارع «تذكر، يتذكر» مضعف العين، وأصله «يتذكر» فأبدلت التاء «ذالا» وأدغمت في الذال، وذلك لوجود التقارب بينهما في المخرج:

اذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.

والذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.

كما أنهما مشتركان في الصفات الآتية: الاستفال، والانفتاح، والاصمات.

والتذكر معناه: التيقظ، والمبالغة في الانتباه من الغفلة.

ومن قوله تعالى: وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥).

(١) قال ابن الجزرى: يدفع في يدافع البصرى ومك
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٩٩.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١١٩.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٩.
(٢) سورة الاسراء الآية ٤١.
(٣) سورة الفرقان الآية ٥٠
(٤) سورة المدثر الآية ٥٥ - ٥٦
(٥) قال ابن الجزرى: ليذكروا اضمم خففن معا شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٥٣.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣٨٤.
وشرح طيبة النشر ص ٣٣٢.
سورة القصص الآية ٥١.