الواشعي في مائة فارس إلى القحمة معونةً لصاحبها يومئذٍ وهو الأمير بهاء الدين بهادر اللطيفي وأمرهم بالمغار على بني يعقوب فقصدوهم إلى القاهرة وحرقوها ونهبوا أموالهم وشتتوا أحوالهم فطلبوا الأمان على نفوسهم وتسليم الخيل إلى باب السلطان. ووصل مشايخ بني يعقوب فأذم عليهم السلطان وكساهم ثم جرد السلطان الأمير فخر الدين أبا بكر بن بهادر السنبلي للمحطة على أهل الخنكة وتقدم صحبته عسكر من باب السلطان وأضيف إليه الواشعي وأصحابه المذكورون.
وفي هذا التاريخ وصل سلاح الجحفلي إلى باب السلطان على الذمة الشريفة وقابله السلطان بالقبول.
ووصلت الهدية من الديار المصرية يوم الحادي عشر من شهر ربيع الآخر وتقدم الركاب إلى تعز يوم الحادي والعشرين من الشهر المذكور ووصلت رؤوس الجرائح إلى باب السلطان يوم الأحد ثاني شهر جمادى الأولى وأقام السلطان في تعز يوم السادس من شهر جمادى الآخرة ثم توجه نحو تهامة فكان دخوله زبيد يوم العاشر من الشهر المذكور. وفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من الشهر المذكور توفي القاضي نور الدين علي بن القاضي تقي الدين عمر بن أبي القاسم بن معيبد الوزير الأشرفي. وكان رجلاً كاملاً حازماً عازماً جواداً كريماً ذكيّاً فهيماً مشاركاً في كثير من العلوم سعيد المباشرة وجيهاً عند السلطان مهيباً عند أرباب الدولة محبّاً للعلم والعلماءِ حسن السياسة كامل الرياسة.
وكانت مدة وزارته ست سنين وأربعة أشهر واثنين وعشرين يوماً.
وفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من الشهر المذكور استمر القاضي شرف الدين حسين بن علي الفارقي في الوزارة عوضاً عن القاضي نور الدين علي بن عمر بن معيبد.
وفي اليوم الثامن من رجب وصلت هدية صاحب دهلك إلى باب السلطان وفيها فِيَلُ ووحوش وغير ذلك مما يستطرف وتقدم السلطان إلى البحر يوم الثامن عشر