للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الشعبي، ثقة مشهور فقيه فاضل، أدرك خمسمائة من الصحابة -رضي الله عنهم-، رجل من أصحاب النبي، لا جهالة في الأمر، فالصحابة كلهم عدول، ولكن هل سمع الشعبي هذا من ذلك الرجل الصحابي؟ أم بينهما واسطة؟ وعلى أقل الأحوال فهو مرسل، والذي أرسله من كبار العلماء، والصفات تليق برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبما جاء به، وللمرسل ثلاث صور:

الأولى: مراسيل الصحابة كابن عباس وغيره فهي في حكم الموصول. الثانية: مرسل التابعي وهذا متفق على تسميته مرسل، والصحيح قبوله بشروط:

١ - إذا كان من مراسيل كبار التابعين حجة، كحديثنا هذا.

٢ - إذا أتى من وجه آخر ولو مرسلا.

٣ - إذا اعتضد بقول صحابي أو أكثر العلماء.

٤ - إذا كان المرسِل لو سمى من أرسل عنه لا يسمي إلا ثقة، فحينئذ يكون مرسله حجة، ولا يكون من حيث القوة في رتبة المتصل.

الثالثة: مختلف فيها، وهي العموم في التابعين وغيرهم، وهذا قول الجمهور من الفقهاء والأصوليين، أنه يسمى مرسلا.

وأرى صحة الاحتجاج بالمرسل بالشروط المذكورة.

الشرح:

قوله: «أتدري من كنت أكلم؟، إن هذا ملك لم أره قط قبل يومي هذا، استأذن ربه أن يسلم عليّ، قال: إنا آتيناك- أو أنزلنا- القرآن فصلا». لا غرابة في مخاطبة الملك له -صلى الله عليه وسلم- والسلام عليه، والبشارة بما حصل له من الوحي، وثبت أنه رأى جبريل -عليه السلام-، ونقل الوحي إليه، وكلمه إسرافيل عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>