للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الذي ظفرت به من أغزاله في هذا الباب. ومن مجونه قوله:

وافى بذقن بعد أن ... قاسيته حلوًا ومرًا

فقبضت لحيته وأيـ ... ـري في استه وهلم جرا١

وقال من كتابه المسمّى "برفع شان العمشان":

أقول لناتف خديه مهلًا ... أترضى اللائطين مدى الدهور٢

فدع نتف العوارض عنك كيما ... تناك بلحية مثل الحرير "ي"

ومثله قوله في الشيخ بدر الدين بن الدماميني المخزومي:

تبًّا لقاض جار في أحكامه ... حتى على المنثور والمنظوم

خان الشريعة مذ أطاع بني وفا ... وانقاد للفساق كالمخزوم٣ "ي"

ومن مدائحه قوله:

وقاس الورى بالنيل نائلك الذي ... حلا وصفا والنيل يبدو مرنقا٤

فقلت وهل ينقاس من خلقه الوفا ... بمن بالوفا في العام يومًا تخلقا

وكتب إليه سيدنا ومولانا قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر العسقلاني، في رمضان:

أليس عجيبًا بأنا نصوم ... ولا تشتكي من أذى الصوم غما

ونسغب والله في نسكنا ... إذا نحن لم نرو نثرًا ونظما٥

فأجابه بقوله:

ألا يا شهابًا رقى في العلا ... فأمطرنا نوؤه العذب قطرا٦

إلى فقرة منك يا فقرنا ... ونستغن إن قلت نظمًا ونثرا٧


١ الإست: مكان خروج الفضلات من جسم الإنسان.
٢ اللائطين: الذين يأتون الرجال شهوة من دون النساء.
٣ المخزوم: الذي جعل في جانب منخره الخزام أو الخزامة وهي حلقة يشد فيها الزمام وهو الرسن.
٤ المرنق: المكدر.
٥ نسغب: سغبًا وهو الجوع.
٦ النوء: المطر.
٧ نثرًا "ي": النثر الكلام العادي غير الموزون ونثرى: نستغني.

<<  <  ج: ص:  >  >>