للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن أغراضه قوله:

تعنت دهر لج فينا بخطبه ... وذللنا من بعد عز وأنكانا١

قسا وانثنى يختال في جبروته ... وجرر أذيالًا علينا وأردانا٢

وأنشدني، من لفظه لنفسه، الشيخ شمس الدين المتنبي، قوله في مليح اسمه حمزة

ترى يبدو لحمزة بعض ما بي ... ويرثي لي وينظر في بلائي

وأشفي بالمبرد من لماه ... واجمع بين حمزة والكساء "ي"٣

ومن لطائف علّامة الوجود فريد الدهر بدر الدين بن الدماميني المخزومي المالكي، قوله:

قلت له والدجى مولٍّ ... ونحن في مجلس التلاقي

قد عطس الصبح يا حبيبي ... فلا تشمته بالفراق٤

وقوله:

يقول بديوان المحبة وردوا ... محاسن حبي فهو في الحسن مفرد

فوردت في الديوان عامل قدّه ... فقال وذاك الخد قلت مورد

وقوله:

وبي وجنة حمراء زاد صفاؤها ... وأبدت صفات أبدع الحسن كونها

فدع لائمي ينهى عن الحب جهده ... فما أنا بالسالي صفاها ولونها "نهى"

وقوله:

يا عذولي في مغن مطرب ... حرك الأوتار لما سفرا٥

كم تهز العطف منه طربًا ... عندما تسمع منه وترى "ا"٦

وقوله:

أذاب أحشائي هوى صائغ ... قلت له والقلب رهن لديه

إني على فيك أرى خاتما ... فهل ترى يقعد نقشي عليه


١ الخطب: الأمر الجلل والمصيبة. أنكانا: عاندنا
٢ يختال: يتبختر في مشيته. أردانا: أكمام أو قتلنا أو أوردنا الردى وهو الموت.
٣ حمزة والكسائي: من رواة الحديث.
٤ عطس الصبح: طلع وبان ضوؤه. شَمّت العطس: قال له: يرحمكم الله.
٥ سفر: انكشف.
٦ وترى "ا": الوتر الخيط في الآلة الموسيقية. والرؤية.

<<  <  ج: ص:  >  >>