- كما بين بوضوح العلاقات والانتماءات التي تنبثق أساسًا من علاقة الزوجية؛ فهذا زوج وهذه زوجة، هذا أب وهذه أم، وهذا ابن وهذه ابنة، وهذا أخ وهذه أخت ... إلى آخر هذه العلاقات، مُطلِقًا على كل علاقة الاسم الذي يناسبها قربًا أو بعدًا، من جهة الأب أو من جهة الأم ... وكلها علاقات محددة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكل علاقة من العلاقات حقوق وعليها واجبات.. تشير إلى ذلك الآيات الكريمة، ومنها: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} . [الأعراف: ١٨٩] فقد أشار القرآن الكريم إلى أن حواء خلقها الله من آدم، فهي جزء من نفسه، من ضلعه الأقصر الأيسر، جزء من قلبه؛ ولذلك كان الائتلاف بينهما، وكان السكن والهدوء ... وكانت آمالهما متجهة إلى ربهما صاحب النعم أن يؤتيهما من الذرية الصالحة.
- كما بين القرآن الكريم أن هذه العلاقة المنبثقة عن الأرحام، هي أولى العلاقات ببعضها من غيرها من العلاقات، ولها حقوق وعليها واجبات، في الحياة وبعد الممات، في السراء وفي الضراء ...
وبين حقوق كل قريب من قريبه.. في مجالات متنوعة، منها في المواريث قوله تعالى:{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}[النساء: ٧] ، ثم بين هذا النصيب في آيات منها الآيتان ١١، ١٢ من السورة نفسها، وأولهما {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} ، والآية ١٧٦ من السورة نفسها.