- فرض وضع معين على الإنسان المستزرع شكلًا، وذاتًا، لا يتعداه.
إذ هو صورة مطابقة لمن أخذ منه الخلية غالبًا، وقد لا يرتضي هو ذلك في مستقبل حياته، وبخاصة أن البيئة قد تبذل كثيرًا من المفاهيم السائدة حول الحاجة إلى إنسان ذي صفة معينة، تبعًا لاختلافها وتبذل الظروف والأحوال والأزمان والأماكن.
- إذا ترتب على الاستنساخ إنتاج نسخة بها عيوب خطيرة، ما مصير هذا الإنسان؟ ومن المسؤول عنه؟
- هل يعطي حق الاستنساخ لكل شخص إذا أراد أن يحسن نسله
سواء بطريقة الاستنساخ التقليدي، أو الاستتئام؟
- لكل خلية عمر افتراضي، فإذا أخذت من إنسان كبير السن - ٥٠ سنة مثلًا - فما عمر هذه النسخة؟ هل هو نفس العمر؟ أم هو استكمال للجزء الباقي من عمر صاحبه، أم عمر جديد؟
- إن نجاح هذه التجارب قد يؤدي إلى تدمير البشرية؛ فالاكتشافات البشرية جميعها موجهة ومسخرة لدمار الإنسان، فمخزون الأسلحة النووية بأنواعها يكفي لتدمير البشرية عشرات المرات , ورغم هذا فشل العالم في حل مشكلة المجاعة.
- إن الاستنساخ يؤدي إلى هدم التنظيم المحكم الذي أراده الله للبشرية، في أن يكون بينهم الصحيح والمريض، والقوي والضعيف، والقادر والعاجز، والذكي والخامل ... وكل له دوره في الحياة، وبهم جميعًا يسعد المجتمع ويتواد ويتراحم.
جـ - موقف الفقه الإسلامي من استنساخ الإنسان استنساخًا تقليديا:
يلزمنا حين نتعرض لبيان حكم هذا النوع من الاستنساخ أن نوضح المنهج الذي أوضحته الشريعة الإسلامية طريقًا للتناسل والتكاثر البشري، والإرواء الغريزي، والعاطفي، والنفسي، والاجتماعي، وما يحققه هذا المنهج من فوائد، وما يدفعه من مضار , ثم نبين بعد ذلك ما في الاستنساخ التقليدي من منافع، وما يحققه من مضار، ونحن نعلم أن الشيء إذا غلب نفعه على ضرره شرع، وإذا غلب ضرره نفعه مُنِع.
أولًا: المنهج والأسلوب الذي سار عليه الفقه الإسلامي في التناسل البشري:
اختص الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفته في أرضه بنظام معين ومحدد يحقق له كل مآربه الغريزية، والعاطفية، والنفسية، والاجتماعية، والحياتية؛ مالية وغيرها، فضلًا عن حياته العقائدية والأخلاقية، وطالبه بأن يهتدي إلى الطريق المستقيم، بأن يلتزم بما أمره الله تعالى به وينهاه عنه ... وجعل العقل الذي ميزه وخصه به دون سائر المخلوقات؛ هو مركز التكليف، وبه يكون الثواب، ويكون العقاب , ولا يشاركه في هذه الخاصية أحد من الكائنات.