الخامس: التخلص من كل تبعية، أو ضيق أفق، أو مصلحة شخصية، والتجرد من كل ذلك لصالح الحقيقة.
والواقع أننا نعتقد أنه يكمن في هذه النقطة أحد أهم شروط النهضة الإعلامية، وإن إعلامنا الإسلامي اليوم مبتلى في الكثير الكثير من مقولاته بالتبعية للحكومات المتسلطة على شعوبها بالحديد والنار، فهو لا يعدو أن يكون دمية تتحرك بإرادة الحاكم القزم، وباتجاه تحقيق مصالحه.
وإلا فبماذا تسمي إعلامًا ينتسب للإسلام، وهو يسكت عن كل أنماط الخيانة الأخلاقية، أو الخيانة الاقتصادية، أو الانحراف السياسي والعمالة المفضوحة، أو الاستسلام للعدو الصهيوني الغاشم، أو يردد نفس تهم الاستكبار العالمي ضد أبطال المقاومة الإسلامية، أو يدعو للتستر على الجرائم؟ ! وربما بلغ من النذالة إلى الحد الذي يعلن فيه أن فكرة الحكم الإسلامي فكرة لا إسلامية، لا لشيء، إلا ليرضي الحكم المسلط على رقاب الشعب، وإلا ليبارك قبضة الجلاد التي تشدد الخناقة على رقبة الجيل المسلم المتوثب. أو قد يبلغ بهم الأمر إلى مهاجمة الأنبياء كداود وسليمان (عليهما السلام) لأغراض قومية وما إلى ذلك. أو ربما اتجهوا إلى التأكيد على اللغات غير العربية مع إهمال العربية نفسها أو المحلية العامية تنفيذا للمآرب الاستعمارية.
السادس: ملاحظة الأرضية الإيمانية المتوفرة في أوساط الأمة الإسلامية، فإنها خير مساعد وعدة على انطلاق الإعلامي في مسبحه المناسب، وتتجلى لنا أهمية هذا العنصر حينما ندرك أنه بنفسه شكل سد المقاومة الرئيس أمام الهجوم الإعلامي الغريب حيث تخلى عن الساحة حتى أولياؤها الفكريون والسياسيون.