للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال: أقلني.

قال: والمسألة بحالها؟ قال: نعم.

قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق.

فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليٌ، والخلفاء الراشدون، أم لم يعلموه؟ فقال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه.

قال: أفلا وَسعك ما وسعهم!! قال: ثم قام أبي، فدخل مجلس الخلوة، واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وهو يقول: هذا شيءٌ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون، علمتَه أنت، سبحان الله، هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والخلفاء الراشدون، ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم.

ثم دعا الحاجب، وأمره أن يرفع عن الشيخ قيوده، ويعطيه أربعمائة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دواد، ولم يمتحن بعد ذلك أحدًا. انتهى.

وقد أنكر ابن السبكي في "طبقاته" أن يكون صدر من ابن أبي دواد مثل هذا الكلام، الذي تنبو عنه الأسماع، وتنفر منه الطباع، وهو قوله: "شيءٌ لم يعلموه"، فقال: وكان من الأسباب في رفع الفتنة، أن الواثق أتى بشيخ مقيّد، فقال له ابن أبي دواد: يا شيخ! ما تقوله في القرآن، أمخلوقٌ هو؟

فقال له الشيخ: لم تنصفني المسألة، أنا أسألك قبل الجواب، هذا الذي تقول يا ابن أبي داود من خلق القرآن شيء علمه رسول الله صلى الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>