للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب: أدب القاضي]

هذا (باب أدب (١) القاضي. وهو) أي: وأدبه (٢) : (أخلاقه التي ينبغي)

له (التخلُّق بها. والخُلُق: صورتُه الباطنة). والحاصل: أن هذا الباب معقود لما يجب على القاضي أن يأخذ به نفسه وأعوانه من الآداب والقوانين التي تنضبط بها أمور القضاء وتحفظهم عن الميل والزيغ.

إذا علمت ذلك فإنه (يُسن كونه) أي: كون القاضي: (قوياً بلا عُنْف) وهو ضد الرفق. وذلك " لئلا يطمع فيه الظالم.

(ليّناً بلاضعف)، لئلا يهابه صاحب الحق.

(حليماً) لئلا يغضب من كلام الخصم فيمنعه ذلك من الحكم بينهم.

(متأنياً) اسم فاعل من التأنى وهو ضد العجلة؛ لئلا تؤدي عجلته إلى ما لاينبغي.

(متفطّناً)؛ لئلا يخدع من بعض الخصوم لغرة.

قال في " شرح المقنع ": عالماً بلغات أهل ولايته.

(عفيفاً) وهو الذي يكف نفسه عن الحرام؛ لأنه لا يطمع في ميله بأطماعه. (بصيراً بأحكام الحكَّام قبله)؛ لقول علي رضي الله تعالى عنه: " لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضياً حتى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوي الألباب، لا يخاف في الله لومة لائم " (٣) .


(١) في ج: آداب.
(٢) في ج: وآدابه.
(٣) أخرجه البيهقي في"السنن الكبرى " ١٠: ١١٠: من قول عمر بن عبد العزيز كتاب آداب القاضي، باب مشاروة الوالي والقاضى في الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>