للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القبلة. ثم قامت واغتسلت أحسن ما تغتسل، ولبست ثياباً جدداً وقالت: إنى الآن مقبوضة، ثم استقبلت القبلة متوسدة يمينها " (١) .

وهذا (مع سعة المكان، وإلا) أي: وإن لم يمكن توجيهه لضيق المكان (فعلى ظهره) أي: فيُلقى على قفاه وأخمصاه إلى القبلة؛ كالموضوع على المغتسَل. زاد جماعة: ويرفع رأسه قليلاُ؛ ليصير وجهه إلى القبلة دون السماء.

(وينبغي) للمريض (إن يشتغلَ بنفسه) باًن يستحضر في نفسه: أنه حقيرمن مخلوقات الله تعالى، وأن الله سبحأنه وتعالى غني عن عباداته وطاعاته (٢) ، وأنه لا يُطلب الإحسان والعفو [إلا منه] (٣) ، وأنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. وأن يُكثر ما دام حاضر الذهن: من قراءة القرآن، وشكر الله سبحأنه وتعالى بقلبه ولسأنه، وأن يبادر إلى أداء الحقوق إلى أهلها، برد المظالم والودائع والعواري، واستحلال أهله من والد وزوجة وأولاد وغلمان وجيران وأصحاب (٤) ، وكل من كان بينه وبينه معاًملة أو تعلق في شيء، ويحافظ على (٥) الصلوات واجتناب النجاسات، ويصبرعلى مشقة ذلك، ويحذر نفسه من التسأهل في ذلك. فإن من أقبح الأمور: أن يكون اخر عمره وخروجه من الدنيا التي هي مزرعة الآخرة مفرطاً فيما وجب عليه أو ندب إليه، ولا يقبل قول من يخذله عن ذلك، بل يجتهد في ختم عمره بأًكمل الأحوال، وأن يتعاهد نفسه بتقليم أظفاره وأخذ شعر شاربه وإبطه وعانته؛ لحديب خبيب " أنه لما أراد كفار قريش قتله استعار موسى فاستحد بها " (٦) .

(و) أن (يعتمد على الله تعالى فيمن يُحب) من بنيه وغيرهم، (ويوصي)


(١) أخرجه أحمد في " مسنده " (٢٧٦٥٣) ٦: ٤٦٢.
(٢) في ج: وطاعته.
(٣) ساقط من أ.
(٤) في ج: وأ صحابه.
(٥) ساقط من أ.
(٦) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٢٨٨٠) ٣: ١١٠٨ كتاب الجهاد، باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأًسر، ومن ركع ركعتين عند القتل. ()

<<  <  ج: ص:  >  >>