(٢) هذا معنى الآية السالفة. (٣) الله لا إله إلا هو الحى القيوم، الحي: أي دائم الحياة والبقاء بلا أول ولا آخر. القيوم: أي المبالغ في القيام بتدبير ملكه، لا تأخذه سنة: أي نعاس ولا نوم، والسنة: النوم بالعين فقط دون القلب كنوم الأنبياء، والنوم: فترة طبيعية تهجم على الشخص فتمنعه من الحركة والإدراك، وذكر النوم بعد النعاس للإيضاح. فالله تعالى لا ينام وإلا لاختل نظام الملك وفسد في الحال، له ما في السموات وما في الأرض ملكا وخلقا وعبيدًا، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه أي لا أحد يشفع عنده لأحد إلا بأمره تعالى، يعلم ما بين أيديهم من أمور الدنيا وما خلفهم من أمور الآخرة أي كلها بخلاف العباد فإنهم لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء أن يعلمهم به بواسطة رسله أو بإلهام منه جل شأنه، قال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾. اللهم علمنا من لدنك علما نافعا يا رحمن آمين، وسع كرسيه السموات والأرض أي أحاط علمه بهما، قال تعالى ﴿وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا﴾ أو نفس الكرسي الذي هو فوق السماء السابعة يحمله أربعة أملاك مشتمل على السموات والأرض مع عظمهن الهائل لحديث: ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس، فعظم المخلوق يدل بداهة على عظم الخالق جل شأنه ﴿ولا يؤوده حفظهما﴾ أي لا يثقله حفظ السموات والأرض بل هو سهل عليه وهو العلى فوق خلقه بالقهر، العظيم أي فوق كل عظيم.