(١) فبعد أن فارق إسماعيل الزوجة الأولى تزوج بامرأة أخرى من جرهم أيضا اسمها عاتكة أو بشامة أو سلمة بنت مهلهل وبعد مدة جاء لزيارتهم إبراهيم ﵇ فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت خرج يطلب لنا الرزق فسألها عن حالهم ومعيشتهم فقالت نحن بخير وسعة والحمد لله، فسألها عن طعامهم وشرابهم فقالت اللحم والماء. فدعا لهم بالبركة فيهما فلا يمكن لأحد أن يعيش عليهما فقط إلا أهل مكة لدعوة إبراهيم ﵇، ولأبي جهم: ليس أحد يخلو على اللحم والماء بغير مكة إلا اشتكى بطنه، ولم يكن بمكة حينئذ حبوب، وزوجة إسماعيل هذه طلبت من إبراهيم ﵇ النزول للضيافة فأب ولكنه غسل رأسه ووجهه عندها ثم قال لها: إذا جاء زوجك فبلغيه السلام وقولي له يثبت عتبة بابه فإنها صلاح المنزل، ثم رجع إلى الشام بسلامة الله، فلما جاء إسماعيل ﵇ أخبرته بما حصل، قال لها ذاك أبي وأنت العتبة أمرني بالمحافظة عليك، في هذا طلب زيارة الأقارب والتودد إليهم ولو بعدوا، وفيه أن الغيرة في النساء غريزة، فعلى رب البيت ملاطفتهن والعمل على ما لا يثيرها منعًا للنزاع والشقاق وإبقاء للود والوفاق.