للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفراده، ولا يجوز من ذلك إلا ما كان جاريا على قياس الأولى. فإن الله له المثَلُ الأعْلَى. "وهو أنّ كل ما اتصف به المخلوق من كمال فالخالق أولى به، وكل ما يُنزه عنه المخلوق من نقص فالخالق أولى بالتنزه عنه"١.

والحاصل من ذلك: أن معاني المثل التي يصح أن يفسر بها "المثل الأعْلَى" لله تعالى هي:

١- المثل بمعنى الوصف، ومن ذلك إطلاق لفظ "مثل" على مجموع حقائق الشيء وصفاته.

٢- الأمثال القولية الجارية على قياس الأولى.

وكل معنى صحيح فُسِّر به المثل في الآية فهو راجع إلى أحدهما.

ثانيا: معنى الأعلى في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} :

قَال الراغب الأصفهاني - رحمه الله -: "وأما قوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ٢، فمعناه: أعلى من أن يقاس به، أو أن يعتبر بغيره"٣.

وهذا التفسير يدل على تفرده - سبحانه - بالعلو علو الذات والصفات فلا يدانيه في ذلك أحد.


١ الرسالة التدمرية، لشيخ الإسلام ابن تيمية ص (١٧) .
٢ سورة الأعلى آية (١) .
٣ المفردات، ص (٣٤٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>