للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبرى، فقل ما شئت في ضلال سَيّئ القصد، الحاكم عليه الهوى لا الهدى، مع ضعف بصيرته، وقلة علمه بما بعث اللَّه به رسوله، فهو من الذين قال اللَّه تعالى فيهم: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُس} ١ ...

وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين، وفتنة أهل البدع، على حسب مراتب بدعهم، فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل، والهدى بالضلال.

ولا يُنجي من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول، وتحكيمه في دق الدين وجله، ظاهره وباطنه، عقائده وأعماله، حقائقه وشرائعه، فيتلقى عنه حقائق الإِيمان وشرائع الإِسلام ...

وهذه الفتنة تنشأ تارة من فهم فاسد، وتارة من نقل كاذب، وتارة من حق ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به، وتارة من غرض فاسد وهوى متبع، فهي من عمى في البصيرة، وفساد في الإرادة"٢.

ولذا فإن من أسباب السلامة من الاغترار بالشبهات ملازمة أهل الذكر من العلماء الراسخين المتمسكين بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج سلف الأمة، أهل العلم والدين والعقل والنصح لله ولعباده.

قال اللَّه تعالى:


١ سورة النجم الآية رقم (٢٣) .
٢ إغاثة اللَّهفان في مصايد الشيطان، (١/٢٣٩-٢٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>