للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستحقوا ما يناسبه من فعل اللَّه عز وجل، حيث زاغوا عن طريق الهداية، فأزاغ اللَّه قلوبهم.

واللَّه عليم بما العباد عاملون، واقتضت حكمته أن يعامل كلاً بما يستحق، فقدّر عليهم - سبحانه - من أفعاله ما يناسب أفعالهم التي علم أنهم يعملونها، فمشيئة العباد محكومة بمشيئة اللَّه ومشيئة اللَّه مقيدة بمقتضى أسمائه الحسنى من العلم والحكمة، وعدم الظلم، وأن رحمته سبحانه تسبق غضبه. قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاًوَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَآءَ اللَّه إِنَّ اللَّه كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} ١.

وسيأتي مزيد إيضاح لهذه المسألة - إِن شاء اللَّه - في الفوائد المستفادة من المثل في قوله: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ..} .

والمراد هنا هو إبراز أن المثل دل على أن ضلال هؤلاء كان بسبب من أنفسهم حيث أعرضوا عن الكتاب والسنة، وساروا خلف الشبهات، وموارد العلوم الضالة فأضلهم اللَّه.

ولعل من تمام الفائدة أن أختم بكلام لشيخ الإِسلام أحمد بن تيمية


١ سورة الإنسان الآيتان رقم (٢٩-٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>