للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الشّاعر:

إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا١ ... بَيْتًَا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ٢ وَأَطْوَلُ٣

وإنَّما أراد بذلك: عزيزة طويلة.

وَقَدْ قَرِرْتَ بِالإِيَابِ عَيْنَا وَطِبْتَ نَفْسًا إِذْ قَضَيْتَ الدَّيْنَا

هذا التّمييز مُزالٌ عن أصله، وقد حُوِّل الإسناد عنه إلى غيره لقصد٤ المبالغة، فلا يغيّر عمّا كان يستحقّه٥ من وجوب التّأخير؛ لِمَا فيه من الإخلال بالأصل؛ وهو ما يبيّن إجمالاً في نسبة العامل إلى فاعله ومفعوله، نحو: (طَابَ


١ في ب: لها، وهو تحريف.
٢ في أ: أعد، وهو تحريف.
٣ هذا بيتٌ من الكامل، وهو للفرزدق.
و (سَمَكَ) : رفع. و (البيت) أراد به: المجد والشّرف. و (الدّعائم) : جمع دِعامة؛ وهي العمود، أو ما يُسند به الحائظ إذا مال ليمنعه من السّقوط.
والشّاهد فيه: (أعزّ وأطول) حيث استعمل صيغتي التّفضيل في غير التّفضيل؛ لأنّه لا يعترف بأنّ لجريرٍ بيتًا دعائمه عزيزة طويلة حتى تكون دعائم بيته أكثر عزّة وأشدّ طولاً؛ ولو بقي (أعزّ وأطول) على معنى التّفضيل لتضمَّن اعترافُه بذلك.
يُنظر هذا البيت في: الصّاحبي ٤٣٤، وشرح المفصّل ٦/٩٧، ٩٩، وشرح التّسهيل ٣/٦٠، وابن النّاظم ٤٨٣، واللّسان (كبر) ٥/١٢٧، (عزز) ٥/٣٧٤، وابن عقيل ٢/١٧٠، والمقاصد النّحويّة ٤/٤٢، والأشباه والنّظائر ٦/٥٠، والأشمونيّ ٣/٥١، والخزانة ٨/٢٤٢، والدّيوان ٢/١٥٥.
٤ في ب: للقصد.
٥ في ب: تستحقّه، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>