للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقع ديار "غطفان" جنوب "طيء" وشمال "هوازن" و"خيبر", وإلى الغرب من بلي وديار سعد. وهم من القبائل الكبيرة التي يرجع النسابون نسبها إلى "سعد بن قيس بن مضر", فهي من القبائل المضرية في اصطلاح أهل الأنساب, وهم قبائل منهم: ريث وبغيض وأشجع، ومن بغيض ذبيان، وهو والد عبس، وإنما أجداد قبائل كبيرة١. وتقع ديار أشجع على مقربة من المدينة، وأما ديار "بغيض" فتقع عند شربة والربذة، وتجاورها "خصفة بن قيس عيلان"، وسليم الذين تقع ديارهم في جنوبهم.

ومن رجال "أشجع": "مسعود بن رخيلة بن نويرة بن طريف"، وقد وفد على الرسول على رأس وفد قوامه مائة رجل، وادعوا رسول الله، ثم أسلموا٢.

وقد كانت بين "غطفان" وبين "بني عامر بن صعصعة" وهم بطن من هوازن حوادث وأيام. من ذلك "يوم النفراوات", وفيه قتل خالدُ بن جعفر بن كلاب العامري زهيرَ بن جذيمة سيد عبس، وكانت هوازن تخضع لزهير, وتقدم له الإتاوة كل سنة في سوق عكاظ. فلما استبد بهم زهير، ولم يرعَ لهم حرمة، ولم ينصفهم، نقموا عليه, وأقسم جعفر ليقتلنه، وقد وفى بقسمه في يوم "النفراوات"٣.

وقد غزا الرسول قومًا من "غطفان"، هم من "بني محارب"، و"بني ثعلبة"، حتى نزل نخلًا فلقي جمعًا من "غطفان"، ولم تقع بينهم حرب، وعرفت الغزوة بـ"غزوة ذات الرقاع"٤. وكانت هذه الغزوة في أول السنة الثالثة من الهجرة، وعرفت أيضًا بـ"غزوة ذي أمر" ناحية "النخيل". وكان قد جمعهم رجل يقال له: "دعثور بن الحارث" من "بني محارب"، وهم من الأعراب، فلما وصل الرسول إليهم هربوا في رءوس الجبال، ثم


١ الاشتقاق "١٦٤ وما بعدها", ابن حزم, جمهرة "ص٢٣٧ وما بعدها", Ency., II, P. ١٤٤.
٢ نهاية الأرب "١٨/ ٢٢".
٣ العقد الفريد "٣/ ٣٠٤"، الأغاني "١٠/ ١٠".
٤ الطبري "٢/ ٥٥٥ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>