للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمناسبة إنشائهم بيتًا اسمه "وترن" "وترن" "وتران"، وجعلوه في حماية حاميهم الإله "تألب ريام" وتيمنًا بهذه المناسبة دونوا اسم "ناصر يهأمن" و"صدق يهب"، وليزيد الإله "تالب ريام" من نفوذ قبيلة "همدان التي ينتسب إليها هؤلاء. ويلاحظ أن هذا النص وكذلك النص الآخر لم يذكر لقب "ملك" بعد اسم "ناصر يهأمن".

وأصحاب هذا النص، هم: "برج يحمد" "بارج يحمد"، وبنوه "يرم نمرن" "يريم نمران"، و"نشأكرب"، و"كربعثت" بنو "أنضر يهرجب" من "بني ددن" "بني دادان"، وقد ورد اسم هذه الجماعة، وهم من أسرة واحدة، في نص آخر، ويظهر منه أنهم كانوا يقيمون في موضع "اكنط" "أكنط"، المعروف في عهدنا باسم "كانط" وقد ذكر "الهمداني" بيتًا من بيوت "أكانط" سماه "زادان"، قد يكون اسم عشيرة هذه الأسرة المسماة "دادان"، حرف فصار "زادان"١.

ولم يلقب "ناصر يهأمن" ولا "صدق يهب" في نص آخر بلقب "ملك" وأصحاب هذا النص من "همدان" كذلك٢. وقد دونوا فيه هذه الجملة: "وبمقم مرايهمو" قبل اسم "نصرم يهأمن"، أي "وبحق أميريهم"، أو "وبمقام أميريهم" أو "وبجلالة أو رئاسة أميريهم"٣ ولم نجد في هذا النص أيضًا ما يشير إلى أنهما كانا ملكين، أو أن أحدهما كان ملكًا على سبأ أو همدان.

وأرى أن إهمال هذه النصوص للقب "ملك"، وفي عدم تدوينها له بعد اسم "نصر يهأمن" "ناصر يهأمن"، دلالة قوية على أن "ناصر يهأمن" لم يكن ملكًا، وإنما كان أميرًا، يؤيدها ويؤكدها استعمال النصوص قبل الاسم لفظة "امراهمو" "مرايهمو" التي تعني "أميريهم"٤. ولو كان "ناصر" أو شقيقه "صدق يهب" ملكين لما نعتا في بعض هذه النصوص بـ "أميرين"، ولما أهملت النصوص لفظة "ملك" هذا الإهمال، ولا حجة لرأي من قال إنه


١ نشر "ص ٣٤ وما بعدها".
٢ نشر "ص ٥٢".
٣ غويدي: المختصر "ص ٣٣".
٤ نشر "ص ٣٤، ٥٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>