للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المراد بالطاغوت في خطاب الشارع:

فُسر الطاغوت بالشيطان، والساحر، والكاهن، والأصنام١.

وهذا تفسير له ببعض أفراده، وإلا فالطاغوت يطلق على كل من طغى وتجاوز حده، وادّعى حقاً من حقوق الله التي تفرد بها.

قال ابن جرير٢ -رحمه الله-: "والصواب من القول عندي في الطاغوت أنه كل ذي طغيان على الله فعُبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود أو شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً كائناً ما كان من شيء" ٣.

فالضابط إذاً لمعنى الطاغوت:

أنه كل مخلوق تجاوز حده وادّعى لنفسه أو لغيره شيئاً مما تفرد الله به٤، أو نُسب إليه ورضي بذلك، أو كان في حكم الراضي.

ويخرج من هذا الأنبياء والملائكة وصالحو الإنس والجن الذين عُبدوا


١ انظر: جامع البيان لابن جرير ٣/١٨، ١٩، والتفسير الكبير لمحمد بن عمر الرازي ج٧/١٦. دار الكتب العلمية طهران. ط: الثانية، ت: بدون.
٢ الإمام الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، صنف التفسير والتاريخ وتهذيب الآثار. توفي سنة ٣١٠هـ.
٣ جامع البيان لابن جرير ج٣/١٩.
٤ سيأتي بيان الأمور التي تفرد الله بها عند الكلام على الأساس الثاني: "الإيمان بالغيب".

<<  <  ج: ص:  >  >>