للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: أن تأخير {وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوت} في الآية، و"كفر بما يعبد من دون الله" في الحديث تفيد وجوب الاستمرار. فكما أن الكفر بالطاغوت مقدم في المجال العملي، إلا أنه يجب أن يستمر إلى أن يلقى العبد ربه. فعلى المؤمن طول حياته أن يستقيم على عبادة الله الخالصة، ويجتنب الطاغوت، وذلك كالصلاة والطهارة لها. فالطهارة تكون قبل الصلاة وتستمر حتى نهايتها. والله أعلم.

والكفر بالطاغوت أصل تتضمنه شهادة أن لا إله إلا الله.

قال الشيخ سليمان١ بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- مبيناً حقيقة التوحيد: "وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله. وذلك هو معنى الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله وهو معنى: لا إله إلا الله"٢.


١ الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب. صنف تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، وأوثق عرى الإيمان. قتل رحمه الله سنة ١٢٣٣هـ على يدي إبراهيم باشا بعد استيلائه على الدرعية.
انظر: الأعلام للزركلي ٣/١٩١، ومشاهير علماء نجد ٤٤.
٢ تيسير العزيز الحميد، للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص١٣٩. المكتب الإسلامي ط الثالثة، ١٣٩٧هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>