وعن مقتضيان للانقطاع عند أهل الحديث ووقع في مسلم والبخاري من هذا النوع شئ كثير فيقولون على سبيل التجوه ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع وما كان في الصحيحين فمحمول على الاتصال وروى مسلم في كتابه عن أبي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة بالعنعنة وقد قال الحافظ أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي يدلس في حديث جابر فما كان بصيغة العنعنة لا يقبل ذلك وقد ذكر ابن حزم وعبد الحق عن الليث بن سعد أنه قال لأبي الزبير علم لي على أحاديث سمعتها من جابر حتى اسمعها منك فعلم له على أحاديث أظن أنها سبعة عشر حديث فسمعها منه قال الحافظ فما كان من طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر فصحيح وفي مسلم من غير طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر بالعنعنة أحاديث وقد روى مسلم أيضاً في كتابه عن جابر وابن عمر في حجة الوداع أن النبي صلى الله عليه وسلم توجه إلى مكة يوم النحر فطاف طواف الإفاضة ثم صلى الظهر بمكة ثم رجع إلى منى وفي الرواية الأخرى أنه طاف طواف الإفاضة ثم رجع فصلى الظهر بمنى فيتجوهون ويقولون أعادها لبيان الجواز وغير ذلك من التأويلات وهذا قال ابن حزم في هاتين الروايتين أحدهما كذب بلا شك وروي مسلم أيضاً حديث الإسراء فيه ذلك قبل أن يوحي إليه وقد تكلم الحفاظ في هذه اللفظة وضعفوها وقد روي مسلم أيضا خلق الله التوبة يوم السبت واتفق الناس على أن يوم السبت لم يقع فيه خلق وان ابتداء الخلق يوم الأحد وقد روي مسلم عن أبي سفيان أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم يا رسول الله أعطني ثلاثا تزوج ابنتي أم حبيبة وابني معاوية اجعله كاتبا وأمرني أن أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ما سأله الحديث معروف