للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أَو نقل وَلم يشْتَهر فِيمَا بعد عصره بَاطِل أَيْضا إِذْ لَو اشْتهر لَكَانَ سَبيله أَن ينْقل نقل الْفَرَائِض لتوفر الدَّاعِي على نقل مهمات الدّين فالشهرة هُنَا لَازِمَة لوُجُود النَّص فَحَيْثُ لَا شهرة وَلَا نَص بِالْمَعْنَى الْمُتَقَدّم يَعْنِي على التَّعْيِين لوَاحِد بِعَيْنِه لَا لعَلي وَلَا لغيره فَلَزِمَ من ذَلِك بطلَان مَا تنقله الروافض وَغَيرهم من الأكاذيب يسوّدون بِهِ أوراقهم من نَحْو أَنْت الْخَلِيفَة من بعدِي مُخَاطبا بِهِ عليا كرم الله تَعَالَى وَجهه وَمن خبر سلمُوا على عَليّ بإمرة الْمُؤمنِينَ مِمَّا لَا وجود لَهُ فضلا عَن اشتهاره كَيفَ وَمَا نقلوه من هذَيْن الْحَدِيثين وَمَا شابههما مِمَّا يرونه حَدِيثا من قَوْله

لعَلي أَنْت قَاضِي دِيني بِكَسْر الدَّال وَمَا يرونه حَدِيثا أَيْضا من قَوْله

عَليّ خير الْبشر فَمن أبي فقد كفر فَهَذِهِ الْأَحَادِيث كذب بَاطِلَة مَوْضُوعَة مفتراة عَلَيْهِ

أَلا لعنة الله على الْكَاذِبين وَلم ينْقل أحد من أَئِمَّة الحَدِيث أَن شَيْئا من هَذِه الْأَحَادِيث بلغ مبلغ الْآحَاد المطعون فِيهَا بل كلهم مجمعون على أَنَّهَا افتراء وَكذب مَحْض وَبِنَاء مرفض من أَبنَاء رفض فَإِن زعم هَؤُلَاءِ الجهلة الكذبة على الله وَرَسُوله وعَلى أَئِمَّة الْإِسْلَام ومصابيح الظلام أَن هَذِه الْأَحَادِيث صحت عِنْدهم قُلْنَا لَهُم هَذَا محَال إِذْ كَيفَ تنفردون بِصِحَّة تِلْكَ الْأَخْبَار مَعَ أَنكُمْ لم تتصفوا قطّ بِرِوَايَة وَلَا بِصُحْبَة مُحدث ويجهل تِلْكَ الْأَحَادِيث مهرَة الحَدِيث وسُياقه الَّذين أفنوا أعمارهم فِي الرحلات والأسفار الْبَعِيدَة وبذلوا جهدهمْ فِي طلبه وَفِي السَّعْي إِلَى كل من ظنُّوا عِنْده قَلِيلا مِنْهُ حَتَّى جمعُوا الْأَحَادِيث ونقبوا عَنْهَا وَعَلمُوا صحيحها من سقيمها ودونوها فِي كتبهمْ على غَايَة من الِاسْتِيعَاب وَنِهَايَة من التَّحْرِير وَكَيف لَا وَالْأَحَادِيث الموضوعات جَاوَزت مئات الألوف وهم مَعَ ذَلِك يعْرفُونَ وَاضع كل حَدِيث مِنْهَا وَسبب وَضعه وَالْحَامِل لواضعه على الْكَذِب والافتراء

<<  <  ج: ص:  >  >>