للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسمى القمر بدرا لأنه يبادر الشمس، شبّه رؤية الباري سبحانه وتعالى برؤية القمر لذلك إشارة إلى وضوحها وعدم الشك والمشقة والاختلاف فيها، ومذهب جميع أهل السنة أن رؤية اللَّه تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا، [وأجمعوا] على وقوعها في الآخرة وأن المؤمنين يرون ربهم دون الكافرين وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن اللَّه تعالى لا يراه أحد من خلقه وأن رؤيته مستحيلة عقلا وهذا خطأ صريح وجهل قببيح فقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة ولكن الجمهور من السلف والخلف على أنها لا تقع في الدنيا ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها اللَّه تعالى في خلقه ولا يشترط فيها اتصال الأشعة ولا مقابلة المرئي ولا غير ذلك لكن جرت العادة في رؤية بعضنا بعضا بوجود ذلك على جهة الاتفاق لا على جهة الاشتراط ولا يلزم من رؤية اللَّه تعالى إثبات جهة للَّه تعالى عن ذلك بل يراه المؤمنون لا من جهة كما يعلمون لا من جهة. اهـ.

قوله: "فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما" أي ترون ربكم رؤية محققة لا شك فيها ولا مشقة وهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي. [اختلف العلماء] (١) في رؤية اللَّه تعالى فقال بعضهم لا يُرى الباري سبحانه وتعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقال


(١) هكذا في النسخة الهندية، والمثبت في الأصل بين المعقوفين: (وقال أو الليث السمرقندي: تكلم الناس).