للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: الظلم عند اللَّه تعالى يوم القيامة ثلاث دواوين: ديوان لا يغفر اللَّه منه شيئا وهو الشرك باللَّه ثم قرأ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} (١) الآية، وديوان لا يترك اللَّه منه شميئا وهو مظالم العباد بعضهم بعضا، وديوان لا يعبؤ اللَّه به شيئا وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه ومعلوم أن هذا الديوان مشتمل على الكبائر والصغائر لكن مستحقه أكرم الأكرمين وما يعفو عنه من حقه ويهبه أضعاف أضعاف ما يستوفيه وأمره أسهل من الديوان الذي لا يترك منه لعدله وإيصال كل حق إلى صاحبه.

وقال سفيان الثوري: بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال وكانوا يخرجون إلى الجبال ويتضرعون فأوحى اللَّه تعالى إلى أنبيائهم لو مشيتم إليّ بأقدامكم حتى تحفى ركبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل ألسنتكم عن الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيا ولا أرحم منكم باكيا حتى تردّوا المظالم إلى أهلها، ففعلوا فمطروا من يومهم.

مسألة فقهية: فأما حقوق العباد فيتصور في مسائل كمن غصب أموالا ثم تاب وتعذر عليه ردها إلى أصحابها أو إلى ورثتهم لجهله بهم أو لانقراضهم فاختلف في ذلك، فقالت طائفة لا توبة إلا بالأداء وقد تعذر فتعذرت التوبة والقصاص أمامه يوم القيامة بالحسنات والسيئات ليس إلا، قالوا


= ويزيد بن بابنوس فيه جهالة.
(١) سورة النساء، الآية: ٤٨.