للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على المغتاب أن يندم عليها ويتوب منها ويتأسف على ما فعله ليخرج من ذلك من حق اللَّه تعالى ثم يأتي من اغتابه [فليستحل] منه ليخرج من مظلمته وينبغي أن يستحله وهو حزين متأسف نادم إذ المغتاب قد يستحل من الغيبة ليظهر الورع من نفسه ولا يكون في الباطن نادما فيكون مقارنا لمعصية أخرى وهي الرياء. فبهذا الطريق الذي ذكرناه يحصل تكفير الغيبة ويعرى عن التلطخ بإثمها.

وقال بعض السلف إن كان اغتيابه بلغ الذي اغتابه فتكفيره أن يتوب إلى اللَّه سبحانه وتعالى وإن لم تبلغ الغيبة إليه فليستغفر اللَّه تعالى ويدعو بالخير لمن اغتابه ويضمر أن لا يعود إلى مثله، ولو أنه اغتابه فقال عليه بهتانا لم يكن فإنه يفتقر إلى التوبة في ثلاثة مواضع أحدها أن يرجع إلى القوم الذين تكلم عندهم، فيقول لهم [اعلموا].

قلت في فلان عندكم بهتانا وكنت فيه كاذبا. الثاني يذهب إلى الذي اغتابه ويلتمس من الإحلال. الثالث: أن يتوب إلى اللَّه تعالى من الغيبة والبهتان. وقال الحسن البصري يكفيه في تكفيرها التوبة إلى اللَّه تعالى والاستغفار لمن اغتابه ولا يفتقر إلى الاستحلال من الآدم، واحتج عليه بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: كفارة من اغتيب أن يستغفر له. وقال مجاهد -رضي اللَّه عنه- كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعو له بخير. وسئل عطاء بن أبي رباح عن التوبة من الغيبة فقال تمشي إلى صاحبك وتقول كذبت فيما قلت وظلمت وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت، والصحيح ما قدمناه. ولا يبرأ عن الغيبة