قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به" وتقديره والله أعلم: لم أو بمثله ليناسبه والله أعلم.
٩٦٦ - وَعَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا - رضي الله عنه - أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير فِي يَوْم مائَة مرّة كَانَت لَهُ عدل عشر رِقَاب وَكتب لَهُ مائَة حَسَنَة ومحيت عَنهُ مائَة سَيِّئَة وَكَانَت لَهُ حرْزا من الشَّيْطَان يَوْمه ذَلِك حَتَّى يُمْسِي وَلم يَأْتِ أحد بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رجل عمل أَكثر مِنْهُ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم (١).
قوله: وعن أبي هريرة، تقدم الكلام على أبي هريرة.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة" الحديث، هذا الحديث فيه دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم كان له هذا الأجر المذكور في الحديث على المائة ويكون له ثواب آخر على الزيادة وليس هذا من الحدود التي نهي عن اعتدادها ومجاوزة أعدادها، وإن زيادتها لأفضل فيها أو يبطلها كالزيادة في عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة، ويحتمل أن يكون المراد بقوله:"إلا رجلا عمل أكثر منه" الكثرة من أعمال الخير لا من نفس التهليل، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره، ولعل هذا الاحتمال أظهر والله أعلم؛ وظاهر إطلاق الحديث يقتضي أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث لمن قال هذا التهليل
(١) أخرجه البخاري (٣٢٩٣) و (٦٤٠٣)، ومسلم (٢٨ - ٢٦٩١).