للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه لا يسهم له (١)، وهو مذهب أبى حنيفة ومالك والشافعيُّ، لأنه من غير أهل الجهاد كالعبد (٢).

ولنا: ما روى الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعان بناس من اليهود في حربه فأسهم لهم، رواه سعيد في سننه (٣)، وروي أن صفوان بن أمية خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وهو على شركه فأسهم له وأعطاه (من) سهم المؤلفة (٤)، ولأن الكفر نقص في الدين فلم يمنع من استحقاق السهم لفسق بخلاف العبد فإن نقصه (٥) في دنياه وأحكامه، وإن غزا بغير إذن الإمام لم يسهم له لأنه غير مأمون على الدين فهو كالمرجف (٦) وشر منه.

وتاجر بلا قتال قد (٧) حضر ... وقعتنا بسهمه يقضي الوطر (٨)

وأسهم لحداد وللبيطار (٩) (١٠) ... أيضًا وللخياط والمكارى

كذاك للصباغ والإسكافي (١١) ... ونحوهم بذاك نص وافي

يعني: أن الغنيمة لمن شهد الوقعة وإن لم يقاتل، فيسهم لتاجر (١٢)


(١) سقطت من أ، حـ ط.
(٢) انظر بدائع الصنائع ٧/ ١٦ والكافي لابن عبد البر ١/ ٤٧٥ ومغني المحتاج ٣/ ١٠٥.
(٣) روى الترمذيُّ مرسلًا برقم ١٨٥٨ وقال الزيلعيّ في نصب الراية ٣/ ٤٢٢ - ٤٢٣: قال صاحب التنقيح: مراسيل الزهري ضعيفة، كان يحيى القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا ويقول هي بمنزلة الريح.
(٤) رواه الشافعي في الأم ٤/ ١٧٧: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استعان بصفوان وهو مشرك، وروى البيهقي ٧/ ١٨ - ١٩: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه من سهم المؤلفة قلوبهم مائة من الإبل.
(٥) في النجديات، هـ، ط فإنه نقص.
(٦) المرجف: هو الذي ينقل الأراجيف وهي الأخبار الكاذبة التي توهن عزائم الجيش وتبث في نفوسهم الرعب من العدو.
(٧) في نظ بل.
(٨) في د س الوتر.
(٩) في نظ للحداد والبيطار.
(١٠) البيطار: طبيب الدواب. انظر القاموس ١/ ٣٧٤.
(١١) الإسكافي: الذي يصنع الخفاف، أو النجّار وكل صانع بحديدة .. القاموس ٣/ ١٥٣.
(١٢) في د، س فيهم كتاجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>