للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بِالْبَيْدَاءِ، إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ فَقَالَ اذْهَبْ، فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا صُهَيْبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ادْعُهُ لِى. فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ فَقُلْتُ ارْتَحِلْ فَالْحَقْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِى يَقُولُ وَاأَخَاهُ، وَاصَاحِبَاهُ. فَقَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه - يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِى عَلَىَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:

(فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما -، (قَدْ كَانَ عُمَرُ): ابن الخطاب - رضي الله عنه -، (يَقُولُ: بَعْضَ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَ) أي: ابن عباس - رضي الله عنهما -، (قَالَ: صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ) - رضي الله عنه - (مِنْ مَكَّةَ) قافلًا من حجة، (حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ) بفتح الموحدة وسكون التحتانية، هي: المفازة، ولكن المراد هنا مفازة خاصة بين مكة والمدينة (١).

[١٤٢ أ/ص]

(إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ) كلمة "إذا" للمفاجأة والركب أصحاب الإبل العشرة، فما فوقها مسافرين (٢)، أي: /فاجأهم عمر - رضي الله عنه -، (تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ) بفتح السين المهملة وضم الميم: شجرة عظيمة من شجر العضاة (٣).

(فَقَالَ: اذْهَبْ، فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا صُهَيْبٌ) بضم الصاد، هو: ابن سنان، بالنونين، ابن قاسط، بالقاف، كان من النَمر، بفتح النون، وكانوا بأرض الموصل، فأغارت الروم على تلك الناحية، فسبته وهو غلام صغير، فنشأ بالروم، فاشتراه عبد الله بن جُدعان


(١) لسان العرب، فصل الباء الموحدة (٣/ ٩٧).
(٢) الصحاح، [ركب] (١/ ١٣٨).
(٣) العين، باب السين والراء والميم معهما (٧/ ٢٥٥).