للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الرقي الكامل لا يتم بمجرد الجهود التي يبذلها الفرد لإصلاح نفسه والسمو بها والترفع بها عما يهين آدميته ويذهب عقله ولكن جهود الأمة والدولة كلها يجب أن تتجه إلى ذلك فإذا كان العلم المجرد يرى ضررا كبيرا على إنسانية الإنسان من إباحة الخمور وأنواع الدخان والانقياد وراء الشهوات بلا رابط فإن أنظمة الحكم وقوانين الجماعات يجب أن تحرم ذلك صيانة لعقل الإنسان وكرامته وإنسانيته، وإذا كان التفكير الحر المعقول حقا يميز آدمية الإنسان فإن الأنظمة التي تحجر التفكير وتمنع النقد والمناقشة والتأمل كالمجتمعات الشيوعية والاشتراكية وتوابعها والأنظمة التي تبيح التفكير بلا قيود ولا ضوابط كلها تحط من قدر العقل وإنسانية الإنسان.

والقرآن قد جاء بدعوة لتحرير العقل البشري من قيود الحجر كلها قديمة وحديثة وأنكر على الذين يعطلون هذه الخاصية خاصية التفكير في أنفسهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} [٢٩] . وقوله: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [٣٠] .