للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى حَضْرَمَوْتَ فِي حَاجَةٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ فَسَمِعْتُ هَاتِفًا يَقُولُ:

أَبَا عَمْرٍو تَنَاوَبَنِي السُّهُودُ … وَرَاحَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ الْهُجُودُ

لِذِكْرِ عِصَابَةٍ سَلَفُوا وَبَادُوا … وَكُلُّ الْخَلْقِ قَصْرُهُمُ يَبِيدُ

تَوَلَّوْا وَارِدِينَ إِلَى الْمَنَايَا … حِيِاضًا لَيْسَ مَنْهَلَهَا الْوُرُودُ

مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ وَبَقِيتُ خَلْفًا … وَحِيدًا لَيْسَ يُسْعِفُنِي وَحِيدُ

سُدًى لَا أَسْتَطِيعُ عِلَاجَ أَمْرٍ … إِذَا مَا عَالَجَ الطِّفْلُ الْوَلِيدُ

فَلَأْيًا مَا بَقِيتُ إِلَى أُنَاسٍ … وَقَدْ بَاتَتْ بِمَهْلِكِهَا ثَمُودُ

وَعَادٌ وَالْقُرُونُ بِذِي شُعُوبٍ … سَوَاءٌ كُلُّهُمْ إِرَمٌ حَصِيدُ

قَالَ: ثُمَّ صَاحَ بِهِ آخَرُ: يَا خَرْعَبْ، ذَهَبَ بِكَ الْعَجَبْ، إِنَّ الْعَجَبَ كُلَّ الْعَجَبْ، بَيْنَ زُهْرَةَ وَيَثْرِبْ،. قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا شَاحِبْ؟ قَالَ: نَبِيُّ السَّلَامْ، بُعِثَ بِخَيْرِ الْكَلَامْ، إِلَى جَمِيعِ الْأَنَامْ، فَاخْرُجْ مِنَ الْبَلَدِ الْحَرَامْ، إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>