للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالت الصحابة: ما شأن رسول الله؟ فقال عمر رضي الله عنه: إن شئتم ذهبت إليه لأعلمكم ما شأنه؟ فذهب إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاستأذن فأذن له. قال عمر: فجعلت أقول في نفسي: أيّ شيء أكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلّه ينبسط؟ فقلت: يا رسول الله؛ لو رأيت فلانة وهي تسألني النّفقة فصككتها صكّة؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: [فذلك الّذي أجلسني عنكم].فأتى عمر حفصة فقال لها: لا تسألي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئا فما كان من حاجته لك فأولى.

ثمّ جعل يتتبّع نساء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يكلّمهنّ، حتّى قال لعائشة رضي الله عنها: يغرّك أنّك امرأة حسناء وإنّ زوجك يحبّك، لتنتهينّ أو لينزلنّ الله فيكنّ القرآن. فقالت أمّ سلمة: يا ابن الخطّاب؛ أو ما بقي لك إلاّ أن تدخل بين رسول الله ونسائه! فمن تسأل المرأة إلاّ زوجها؟ فأنزل الله هذه الآية {(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ)} إلى آخرها (١).

وكان يومئذ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسع نسوة؛ خمس من قريش: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأمّ سلمة بنت أبي أميّة، فهؤلاء من قريش. وصفيّة بنت حييّ بن أخطب الخيبريّة، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وزينب بنت جحش، وجويريّة بنت الحارث المصطلقيّة (٢).

وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسا مع حفصة، فتشاجرا فيما بينهما، فقال لها: هل لك أن أجعل بيني وبينك رجلا؟ قالت: نعم، قال: فأبوك إذا، فأرسل إلى عمر رضي الله عنه، فلمّا دخل عليها قال: تكلّمي، قالت: يا رسول الله تكلّم ولا تقل إلاّ حقّا! فرفع عمر يده فوجأ وجهها ثمّ رفع فوجأ وجهها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: [كفّ].


(١) أخرجه الطبري في جامع البيان: الحديث (٢١٧٠٣).ومسلم في الصحيح: كتاب الطلاق: باب أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا: الحديث (١٤٧٨/ ٢٩).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢١٧٠٤) عن الحسن وقتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>