للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاهن ذكره الديار بكرى «١» في تفسير قوله: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ ... (١٨) «٢»

وذكر له حكاية عجيبة «٣».

ومن الرهبان: بحيرا «٤» وسلمان «٥» وأصحابه وغير هؤلاء كثير.

الخامس: أن رحمن اليمامة إن كان قد كان عالما بمثل هذا العلم الغزير كيف لم يدع به النبوة، ويستغني عن واسطة غيره؟ مع أن مثل منصب النبوة مما لا يؤثر به أحد غيره، ويجتهد أن لا يدعه يستقر لغيره، لما علم من حب النفوس للرئاسة.


-
أقسمت بالكعبة والأركان والبلد المؤتمن السدان لقد منع السمع عتاة الجن بثاقب بكف ذي سلطان من أجل مبعوث عظيم الشأن تبطل به عبادة الأوثان وذكر كلاما كثيرا في ذلك ثم قال:" هذا هو البيان، أخبرني به رئيس الجان ثم قال: الله أكبر ثم سكت وأغمي عليه، فما أفاق إلا بعد ثلاثة، فقال: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حكى له القصة- لقد نطق عن مثل النبوة وإنه ليبعث يوم القيامة أمة وحده.
[انظر الروض الأنف للسهيلي ١/ ٢٣٩ - ٢٤١]. قلت: والله أعلم بصحة هذا.
(١) لم أجد من يطلق عليه الديار البكري: إلا حسين بن محمد بن الحسن، مؤرخ نسبته إلى ديار بكر. ولي قضاء مكة وتوفي فيها وقد اختلف في وفاة هذا الرجل فقيل: توفي سنة ٩٦٦ هـ وقيل: بعيد ٩٨٢ هـ ولم أجد ترجمة بهذه النسبة لمن ألف في السيرة أو التفسير غيره، فلعله هو ولكن لم تضبط سنة وفاته والله أعلم. [انظر الأعلام ٢/ ٢٥٦، ومعجم المؤلفين ٤/ ٤٧].
(٢) سورة الحجر، آية: ١٨.
(٣) ذكرها السهيلي في الروض كما سبق.
(٤) بحيرا: تقدم خبره وترجمته في هامش ص: ٣٧٧.
(٥) أبو عبد الله سلمان الخير، أصله من فارس من رام هرمز، وقيل: من أصبهان، وكان إذا قيل: ابن من أنت؟ قال: أنا سلمان بن الإسلام من بني آدم، وقصة تنصره ثم دلالة الرهبان له بأنه يخرج في العرب نبي ثم معرفته علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ثم إسلامه مذكورة في حديث طويل أخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٤٤١) وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤/ ٧٥ - ٨٠، وترجمته في الاستيعاب ٢/ ٦٣٤. وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>