فهذه أقوال الذين قالوا بنسخها مع اختلافهم في الناسخ كما ترى، وهي أقوال مرجوحة، وإنما الصحيح أن الآية محكمة كما سيذكره المصنف وكما ذكره ابن الجوزي وغيره فيما يأتي. والله أعلم. (١) وهذا ما رجحه الإمام الطبري- أي أن الآية لا ناسخة ولا منسوخة- انظر: جامع البيان (٢/ ١٣١، ١٣٢). وقد ذكر مكي بن أبي طالب عن الشعبي ومجاهد والحسن أن الآية محكمة، غير ناسخة ولا منسوخة .. ) اه الإيضاح ص ١٤٨. وقد مال ابن الجوزي إلى أن الإشارة بقوله: كَما كُتِبَ ليست إلى صفة الصوم ولا إلى عدده، وإنما إلى نفس الصوم، والمعنى: كتب عليكم أن تصوموا كما كتب عليهم. قال: وأما صفة الصوم وعدده، فمعلوم من وجوه أخر، لا من نفس الآية، وهذا المعنى مروي عن ابن أبي ليلى، وقد أشار السدي والزجاج والقاضي أبو يعلى (إلى هذا)، وما رأيت مفسرا يميل إلى التحقيق إلا وقد أومى إليه، وهو الصحيح ... وعلى هذا البيان لا تكون الآية منسوخة أصلا اه نواسخ القرآن ص ١٧٠، وذكره كذلك بنحوه مختصرا في كتابه المصفى بأكف أهل الرسوخ ص ١٨. وممن نفى النسخ الشيخ الزرقاني. انظر مناهل العرفان (٢/ ٢٥٩). (٢) لم أقف على من ذكره مسندا إلى علي- رضي الله عنه- وإنما ذكره أبو حيان عنه دون إسناد. انظر: البحر المحيط ٢٢/ ٢٩. (٣) انظر: الإيضاح ص ١٤٦ - ١٤٧. (٤) أي تفسير الأيام المعدودات بيوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. وأنها نسخت بشهر رمضان،