= وهذا الاختلاف لا يضرّ , لأن الحديث على كلا الوجهين ثابت.
ورواه الروياني في مسنده , كما في الصحيحة للألباني (٥/ ٤٥٦) عن أحمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عمي عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثمامة بن شفي، عن عقبة به بلفظه.
قال الألباني -حفظه الله-:"إسناده حسن".
وله شاهد قويّ من حديث أبي مالك الأشعرىِ يرفعه "من فُصل في سبيل الله فمات أو قتل، فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته حيّة، أو ولدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وأن له الجنّة".
أخرجه أبو داود في الجهاد، فيمن مات غازيًا (٣/ ١٩: ٢٤٩٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٧٨)، والبيهقي في الكبرى (٩/ ١٦٦) بنحوه من طريق عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان يرده إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري به.
قال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم".
وتعقبه الذهبي بقوله: فيه عبد الرحمن بن ثوبان، ولم يحتج به مسلم، وليس بذاك، وبقية ثقة، وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن.
قلت: قوله: ابن غنم لم يدركه مكحول فيه نظر, لأن المزي ذكر في تهذيب الكمال أن عبد الرحمن بن غنم من شيوخ مكحول، وأرّخ وفاة مكحول سنة (١١٣ هـ)(تهذيب الكمال: ٣/ ١٣٦٩).
وذكر أيضًا في ترجمة عبد الرحمن أن من تلامذته مكحول، وأرّخ وفاة عبد الرحمن سنة (٧٨ هـ)(تهذيب الكمال ٢/ ٨١٠).
فعلى هذا بين وفاة كل منهما ٣٥ سنة، والذي يظهر من صنيع المزيّ أن مكحولًا أدرك عبد الرحمن ابن غنم، والله أعلم. =